عشرات القتلى والمفقودين في فيضانات غارداية و متليلي بالجزائر

أحصت السلطات الجزائرية ما لا يقل عن 38 قتيلا، فيما تحدثت مصادر أخرى عن أن مائة شخص على الأقل يعتبرون في عاد المفقودين، جراء الفيضانات والأمطار الغزيرة التي ضربت مدينة غرداية، 600 كيلومتر إلى الجنوب من العاصمة الجزائر. وشهدت غارداية هذا الأسبوع ارتفاع منسوب مياه وادي مزاب بشكل غير مسبوق مما أدى إلى إلحاق أضرار جسيمة بما لا يقل عن ثلاثة ألاف مبنى، وإتلاف نحو 80% من أحياء وبساتين المدينة، حسب مصادر محلية.

الوضع كارثي

ووصفت مصادر محلية في مدينة غارادية في حديث إلى إذاعة هولندا العالمية الوضع بأنه " كارثي لم تشهده مدينة غارداية منذ مائة سنة، فالمئات من مواطني المدينة المتضررين والذين فقدوا منازلهم لجئوا إلى الجبال خوفا من الهلاك.

38 قتيلا وعشرات المفقودين في فيضانات غارداية و متليلي

وعن حصيلة الخسائر التي خلفتها هذه الفيضانات، قالت مصادر محلية في حديث إلى إذاعة هولندا العالمية أن " 30 شخصا قتلوا حسب إحصاء السلطات المحلية للولاية، لكن يعتقد أن العدد لن يقل عن 100 شخص على الأقل بالنظر إلى عدد المفقودين منذ ثلاثة أيام والذين يعتقد أنهم مازالوا تحت الأنقاض."

وقد أدت الفيضانات الحالية إلى إتلاف شبه كلي لشبكات المياه والغاز والكهرباء كما أنها جرفت مئات الهكتارات من بساتين النخيل والأراضي الزراعية التي تعتبر القطاع الاقتصادي الرئيسي لسكان مدينة غارداية ، وبالإضافة إلى ذلك أدت الفيضانات أيضا إلى نفوق الكثير من رؤوس الأغنام حسب تصريحات المربين هناك.

الجيش يساهم في الإغاثة

أما عن المساعدات الحكومية، فتشير المصادر إلى أن الحكومة الجزائرية أرسلت على الفور فرق الإنقاذ إلى مدينة غارداية وبلدية العطف التي لا تبعد سوى عشرة كيلومترات لمساعدة وإنقاذ المواطنين، ومن بين تلك الفرق عدد من أفراد الجيش الذين تدخلوا بالمروحيات العسكرية لإجلاء أشخاص حاصرتهم المياه من كل جانب ولم يجدوا مهربا سوى اللجوء إلى أسطح المنازل. فيما نصبت فرق من الجيش حواجز أمنية في مداخل المدينة تجنبا لأي عمليات سلب أو نهب قد تقع هناك.

وقال متحدث من بلدية غرداية أن هناك في اللحظة الراهنة "شعور بالحزن العميق لدى الناس في المدينة خاصة وأنها لحظة خروج جنازات بعض من قتلوا في هذه الفيضانات، اضافة إلى مشاعر التذمر التي تسود لدى الذين مستهم الفيضانات بسبب عدم وصول المساعدات إليهم، وتفترش الكثير من العائلات العراء.

وحسب وزير الداخلية فقد أعطيت تعليمات مشددة للإسراع بمساعدة المنكوبين وتقديم الإغاثة الضرورية لهم، لكنها تسير ببطء شديد نظرا للعراقيل البيروقراطية وسوء التنظيم الذي يميز الجهود الحكومية لتطويق الأزمة."

وكانت الأمطار بدأت في التهاطل على مدينة غارداية جنوب الجزائر منذ يوم الاثنين الماضي، بكميات ضخمة وخاصة في الناطق المجاورة للمدينة على بعد نحو 70 كيلومتر من مدينة غارداية. ومما أدى إلى فيضان وادي ميزاب الذي بنيت غارداية على ضفافه.

لكن ما فاقم الوضع حسب رواية مواطنين من المدينة هو أن مجرى الوادي أصبح ضيقا ولا يستوعب تلك الكميات الهائلة من الأمطار بسبب البنايات التي والمنشآت السكنية والزراعية التي أقيمت على حساب مجرى الوادي. ويضاف إلى هذا أن شوارع غارداية نفسها ضيقة والمدينة بنيت في شكل قصبات (احياء) ملتصقة لم تكن شوارعها مهيأة لتحمل تك الكميات الهائلة من الامطار والمياه الفائضة عن وادي ميزاب حيث بلغ منسوبها نحو ثمانية أمتار.

وحسب وزير الداخلية الجزائري الذي زار المنطقة في حينه فإنه "لا يمكن إعلان مدينة غارداية منطقة منكوبة وذلك ليس من اختصاص وزارة الداخلية لكنه وصف ما حدث بأنها كارثة وطنية حقيقية.

وكانت فيضانات مدينة الجزائر العاصمة سنة 2001 الأكبر من نوعها حيث أدت إلى مقتل ما لا يقل عن ثمانمائة شخص وتشريد الآلاف من سكان المدينة

وكانت مدينة غاردية في الأشهر القليلة الماضية مسرحا لأعمال دامية تسببت فيها خلافات قبلية أدت الى قطع الطرقات وإحراق الممتلكات الخاصة والعامة وأدت إلى تدخل الدولة لفرض الأمن في المدينة.

وتقع مدينة غارداية إلى الجنوب من الجزائر العاصمة على بعد 600 كيلومتر، ويسكنها نحو مائة ألف مواطن. أسست المدينة على ضفاف ومرتفعات وادي ميزاب وتسكنها قبائل من العرب والبربر ينتمون في غالبيتهم إلى المذهب الإباضي. وكانت المنظمة العالمية للثقافة والعلوم صنفت مدينة غارداية تراثيا عالميا محميا بسبب هندستها المعمارية النموذجية وقدم بناياتها التي لا تزال على حالها منذ بداية القرن العاشر الميلادي.

وتهطل الأمطار في عموم الجزائر بنسب قليلة سنويا، لكنها تتسبب في فيضانات في مثل هذه الفترة من السنة خاصة بو لاية غارداية التي تشتهر بأمطار قوية و مدمرة

**************************************

إقرأ أيضاً بعض الردود و التعاليق التي وضعها بعض المواطنين من غارداية و من بلدان أخرى:

التعليقات:

salim, 09-10-2008 - algerie

كنت حاضرا أثناء الفيضان وحدث على الساعة السادسة والنصف في يوم عيد الفطر 1 أكتوبر 2008 ولم يصورو أي شئ أثناء جريان الفيضان والتلفزيون لم يظهرو الأماكن المتضرة وأنتم لم تروا أي شئ و قد توفي أكثر من 300 شخص ومن بينهم الخال محمد عوف رحمه الله وشكرا

--------------------------------------------------------------------------------

ادم عزيز, 04-10-2008 - alger

للاسف ان عدد الضحايا في ولاية غرداية تفوق 300 شخص على الاقل لكن السلطات لا اعرف لماذا تخفي ذلك ارجو من الدولة التكفل بهم بااقرب وقت وشكرا

-------------------------------------------------

تقرير: عبد العالي رقاد

03-10-2008

*************************

الموضوع منقول من موقع إذاعة هولندا العالمية

*************************